بعد ذلك فذهبوا في طلب الغنيمة و كر الفرسان من المشركين فوجدوا تلك الفرجة قد خلت من الرماة فجاوزوها و تمكنوا و أقبل آخرهم فكان ما أراد الله تعالى كونه فاستشهد من أكرمهم الله بالشهادة من المؤمنين فقتل جماعة من أفاضل الصحابة و تولى أكثرهم و خلص المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجرح في وجهه الكريم و كسرت رباعيته اليمنى السفلى بحجر و هشمت البيضة على رأسه المقدس و رشقه المشركون بالحجارة حتى وقع لشقه و سقط في حفرة من الحفر التي كان أبو عامر الفاسق حفرها يكيد بها المسلمين فأخذ علي بيده و احتضنه طلحة بن عبيد الله وكان الذي تولى أذى رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن قمئة و عتبة بن أبي وقاص و قيل : إن عبد الله بن شهاب الزهري أبا جد محمد بن مسلم بن شهاب هو الذي شجه صلى الله عليه و سلم و قتل مصعب بن عمير رضي الله عنه بين يديه فدفع صلى الله عليه و سلم اللواء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه و نشبت حلقتان من حلق المغفر في وجهه صلى الله عليه و سلم فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه و عض عليهما حتى سقطت ثنيتاه فكان الهتم يزينه و امتص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من جرحه صلى الله عليه و سلم