و أما كعب بن الأشرف اليهودي فإنه كان رجلا من طيء و كانت أمه من بني النضير و كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم و المؤمنين و يشبب في أشعاره بنساء المؤمنين و ذهب بعد وقعة بدر إلى مكة و ألب على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على المؤمنين فندب رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين إلى قتله فقال : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله و رسوله ؟ فانتدب رجال من الأنصار ثم من الأوس و هم محمد بن مسلمة و عباد بن بشر بن وقش و أبو نائلة و اسمه سلكان بن سلامة بن وقش و كان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة و الحارث بن أوس بن معاذ و أبو عبس بن جبر و أذن لهم صلى الله عليه و سلم أن يقولوا ما شاؤوا من كلام يخدعونه به و ليس عليهم فيه جناح فذهبوا إليه و استنزلوه من أطمه ليلا و تقدموا إليه بكلام موهم التعريض برسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمأن إليهم فلما استمكنوا منه قتلوه لعنه الله و جاؤوا في آخر الليل و كانت ليلة مقمرة فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو قائم يصلي فلما انصرف دعا لهم و كان الحارث بن أوس قد جرح ببعض سيوف أصحابه فتفل عليه الصلاة و السلام على جرحه فبرئ من وقته ثم أصبح اليهود يتكلمون في قتله فأذن صلى الله عليه و سلم في قتل اليهود